الجمعة، 18 نوفمبر 2011

اسطورة اتلانتا وهيبومنيس





عقدت مسابقة من نوع جديد اشتركت فيها" اتلانتا "وهى عذراء من بيوتيا فعندما كانت اتالانتا طفلة تنبا لها بان زواجها سيكون خطرا عليها وبناء على تلك النبوءة عقدت العزم على الا تتزوج اطلاقا وتحاشت كل اتصال بينها وبين الرجال مكرسة نفسها للربة ارتميس تقضى ايام حياتها فى الصيد وغيره من رياضات الغابة

ولما كانت اتالانتا على قدر كبير من الجمال الساحر الفتان ولان حياة الخلاء وهبتها صحة ونشاطا تقدم اليها الرجال كعشاق يطلبون يدها واخذوا يضايقونها باستمرار والحو عليها فى عدم رفض طلبهم.

واخيرا توصلت اتالانتا الى حيلة تتخلص بها من اولئك الرجال واعلنت انها ستكون عروس من يتفوق عليها فى سباق الجرى ومن هزمته كان مصيره الاعدام عندئذ ساد السكون بين العشاق فترة من الوقت

وبعد ذلك اعلن عدد منهم استعداده لان يستبق معها ولكنهم اخفقوا جميعا فما من عذراء يمكنها ان تجرى بمثل سرعة اتالانتا وما من رجل استطاع ان يصل الى سرعتها وعلى ذلك نفذ حكم الاعدام القاسى فى جميع من خسر فى السباق .

وفى احد اشواط السباق اختير شاب اسمه "هيبومنيس" ليكون حكما فى المباراة فاخذ يتحدث باحتقار ويسخر من اولئك الاغبياء الذين اشتركوا فى هذا السباق وخاطروا بارواحهم من اجل عذراء مهما يكن جمالها فاتنا.

غير ان ذلك الشاب ما ان ابصر قوام اتالانتا الرشيق يثب بخفة فوق الارض كانه عصفور واحدق النظر اليها عندما لمست شريط نهاية السباق فالفى وجها ساحرا فاتنا كأنه وجه احدى الربات ما ان شاهد كل ذلك حتى غير رأيه على الفور وتاق مثل الباقيتنن فى الفوز بيديها .

تقدمت اتالانتا وقد احمر وجهها من الجرى فاقترب منها هيبومنيس واعلن تحديه لها فى مباراة اخرى صباح اليوم التالى.
صاح هيبومنيس يقول : ليس اولئك الشبان سوى حفنة من الكسالى الخاملين ستكون القصة مختلفة تماما معى انا المنحدر من نسل الالهة انا احد ذرية اله البحر بوسيدون .
نظرت اتالانتا الى هذا الشاب الوسيم والحسرة تملأ نفسها فما من شاب ممن سابقوها قد اعجبها خيرا من هيبومنيس واحست بوخز يتغلغل فى قلبها ان يموت هذا الشاب الملئ قوة وصحة .

اما هيبومنيس فقد فكر ان يطلب مساعدة ربة من الممكن ان تقدم له يد العون فتوسل الى "فينوس" وطلب منها ان تفكر فى مناقضة انتصار اتالانتا لقاعدتها الخاصة بالحب فسمعته فينوس واستجابت الى توسله فذهبت الى حديقة الهسبيريديات الى مسافة بعيدة فى اقصى غرب الدنيا حيث قطفت ثلاث تفاحات ذهبيات عجيبات من شجرة ضخمة تنمو بواسطة تلك الحديقة وقدمتها الى هيبومنيس وزودته بالتعليمات التى يجب ان يتبعها ليهزم اتالانتا.

بدأ السباق فى اليوم التالى امام حشد كبير من المشاهدين فانطلق كلا المتسابقين من نقطة الابتداء كأنهما سهمين انطلقا من قوس.

ولكن سرعان ما ادرك هيبومنيس رغم اقصى جهوده وخير محاولاته ان الفتاة سبقته فقذف بيده احدى التفاحات الذهبيات فانطلقت تتدحرج متألقة فى طريق اتالانتا مباشرة فبهر جمالها وبريقها عينى الفتاة وبدون ان تعى ما تفعله انحنت وخطفت التفاحة من الارض.

وبينما هى تفعل ذلك لحق بها هيبومنيس وتقدم عليها ولكنها اسرعت ثانية وتقدمته مرة اخرى فما كان منه الا ان ارسل تفاحة اخرى تتدحرج متلألئة فى طريقها ومرة اخرى توقفت اتالانتا لتلتقط تلك التفاحة الذهبية البراقة وعندئذ تقدمها هيبومينس ولكن سرعتها كانت عظيمة جدا لدرجة ان كل هذه العقبات لم تكن كافية ليتفوق عليها هيبومنيس .

وفى بضع لحظات جاءت اتالانتا مرة اخرى فى المقدمة وعندما اقتربت نهاية السباق ودب اليأس فى قلب هيبومنيس قألقى بالتفاحة الذهبية الاخيرة فتدحرجت لامعة الى جانب الطريقوترددت اتالانتا فيما اذا كان يصح لها ان تلتقطها ام تتركها .
ولكن جمال التفاحة كان عظيما فلم تستطع مقاومة اغرائه فاتجهت جانبا على الرغم منها وانحنت لترفعها من على الارض وبينما هى تلتقطها دوت صيحة هائلة ردد الجو صداها فى جميع الارجاء : لقد فاز هيبومنيس.

لم تاسف اتالانتا بحال ما على ان تكون زوجة هيبومنيس غير ان قدرها لابد ان ينفذ فقد نسى كلا من الحبيبين تقدين فروض الشكر لفينوس التى كانت السبب فى انتصار هيبومنيس ولذلك غضبت هذه الربة لنسيانهما فضلها وحولتهما الى وحشين حولت
هيبو منيس الى اسد واتالانتا الى لبؤة وجعلتهما يجران عربة الربة ريا وتسمى ايضا كوبيلى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق